فوائد وفضائل من سورة التكاثر

فوائد وفضائل من سورة التكاثر

فيما يأتي من فقرات هذا المقال حديث عن مقاصد سورة التكاثر وأسباب نزولها وفضلها وتسميتها.

المحتويات

• التعريف بسورة التكاثر

• سبب التسمية

• موضوعات سورة التكاثر

• سبب النزول

• فضل سورة التكاثر

• الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

• سورة التكاثر مكتوبة مع التفسير

التعريف بسورة التكاثر

سورة التكاثر من السور المكية, وتعد من سور المفصل إذ يبلغ عدد آياتها (8) , وتقع في ترتيب المصحف السورة (102) في الجزء الثلاثين وفي الربع الثامن من الحزب الستين , نزلت بعد سورة الكوثر ابتدأت بفعل ماضي في قوله تعالى: ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ [التكاثر: 1]. وهي من السور التي لم يذكر بها لفظ الجلالة أو اسم من الاسماء الحسنى , وهذا النمط يكثر في السور القصار.

سبب التسمية

سميت بسورة التكاثر نسبة لقوله تعالى في أول آية من آياتها الكريمة ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ [التكاثر: 1] ايضا ان السورة بصورة عامة تتمحور حول التكاثر والآيات لم تتحدث عن التكاثر بحد ذاته بل عن الانشغال بهو اهمال التحضير للقبور بمعنى أن التكاثر هو من أساسيات الحياة العامة والانشغال به بدرجة متزنة أن يكون في المرتبة الثانية بعد التحضير للقبور والآخرة والحرص على مرضاة الله بطاعته بما يأمر به وتجنب ما ينهى عنه إذ ان هذا لهو اولى بالاهتمام لانه حق لا محالة.

موضوعات سورة التكاثر

تتصف السور المكية في العادة بالتركيز على الدعوة إلى الأصول والعقيدة , والحديث عن الجنة والنار , وعلى الدعوة الى التمسك بالأخلاق الحميدة والفضائل وغيره.

وسورة التكاثر كغيرها من السور المكية تحدثت عن النار وأنها حق لمن طغي وعن التكاثر والالتهاء به.

1- ابتدأت الآيات الكريمة بالحديث عن التكاثر وعن الناس المشغولة به عن طاعة الله , ثم تحدثت عن الاستمرار بالاشتغال بالتكاثر حتى اذا جاء أجلكم وذهبتم إلى المقابر.

2- ثم نبهت أنكم سوف تعلمون أن خير الآخرة أفضل لكم من الدنيا  وحذرت انكم سوف تعلمون سوء عاقبة انشغالكم عنها وأخبرت أنكم لو تعلمون حقا انكم مبعوثون لله وأنه سيجازيكم لما انشغلتم بالتكاثر

3- ثم أنذرت بإبصاركم الجحيم , ثم أعادة التأكيد من غير ريب , ثم ليسألكم الله يوم القيامة عن كل النعيم الذي تتنعمون به.

سبب النزول

اختلف بعض العلماء في السبب الرئيسي بنزول سورة التكاثر:

1- فقال مقاتل بن سليمان , والكلبي: لقد نزلت السورة في حيان من أحياء قريش هما بنو عبد مناف , وبنو سهم تعاندا سادتهم فقالوا بنو عبد مناف نحن أكثر سادتا وأعظم منكم نفرا , وقالوا بنو سهم نحن أيضا فتعادا فتبين أن بنو عبد مناف أكثر منهم فقالوا فلنعد موتانا حتى إذا ذهبوا الى للقبور فعدوا أمواتهم فكثر بنو سهم على بنو عبد مناف.

أي انهم اشغلوا انفسهم بأيهم أكثر عددا حتى زاروا القبور كي يحصوا أعدادهم.

2- وقال قتادة: أنها نزلت باليهود إذ انهم انشغلوا باثبات أيهم أكثر من الآخر حتى ماتوا وهم في ضلال.

وقال عبد الله بن بريدة: أنها نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار من بني حارثة وبني الحارث فقد تفاخروا بالأحياء منهم فقالو هل فيكم مثل فلان فيقول الفريق الآخر نعم فينا ، حتى اذا انطلقوا إلى القبور فجعلو يتفاخرون بأمواتهم قائلين هل فيكم مثل فلان مشيرين الى القبور ويرد الآخرون نعم فينا حتى نزلت فيهم ألهاكم التكاثر....

هذا والله أعلم

فضل سورة التكاثر

لم يرد في السنة النبوية دليلا صريحا على فضل معين لسورة التكاثر , لكن تمحورت الاحاديث التي ذكرت هذه السورة الكريمة حول تأثيرها على فهم المسلم للحياة واولوياته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَوْ أنَّ لِابْنِ آدَمَ وادِيًا مِن ذَهَبٍ أحَبَّ أنْ يَكونَ له وادِيانِ، ولَنْ يَمْلَأَ فاهُ إلَّا التُّرابُ، ويَتُوبُ اللَّهُ علَى مَن تابَ). وقالَ لنا أبو الوَلِيدِ: حَدَّثَنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ، عن أُبَيٍّ، قالَ: كُنَّا نَرَى هذا مِنَ القُرْآنِ، حتَّى نَزَلَتْ: {أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ} [التكاثر: 1]. أخرجه البخاري

وعن عبدالله بن الشخير أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، قالَ: (يقولُ ابنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قالَ: وَهلْ لَكَ، يا ابْنَ آدَمَ مِن مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ؟) أخرجه مسلم

الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

بين الله تعالى في هذه السورة المباركة الفرق بين علم اليقين وعين اليقين حيث قال تعالى: ﴿كَلّا لَو تَعلَمونَ عِلمَ اليَقينِ [5] لَتَرَوُنَّ الجَحيمَ﴾ [التكاثر: 5-6] أي لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة , ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.

وقال أيضًا: ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَينَ اليَقينِ﴾ [التكاثر: 7] ثم لتشاهدنها مشاهدة يقين لا شك فيه ؛ رؤية بصرية يوم القيامة.

والله جل وعلى أعلم.

سورة التكاثر مكتوبة مع التفسير

تفسير الآيات من كتاب المختصر في التفسير, وكتاب تفسير السعدي:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ [التكاثر: 1]

المختصر في التفسير:

شغلكم - أيها الناس - التفاخر بالأموال والأولاد عن طاعة الله.

تفسير السعدي:

يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ عن ذلك المذكور ﴿التَّكَاثُرُ﴾ ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.

 ﴿حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾ [التكاثر: 2]

المختصر في التفسير:

حتى متُّم ودخلتم قبوركم.

تفسير السعدي:

فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.

ودل قوله: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.

  ﴿كَلّا سَوفَ تَعلَمونَ﴾ [التكاثر: 3]

المختصر في التفسير:

ما كان لكم أن يشغلكم التفاخر بها عن طاعة الله، سوف تعلمون عاقبة ذلك الانشغال.

﴿ثُمَّ كَلّا سَوفَ تَعلَمونَ﴾ [التكاثر: 4]

المختصر في التفسير:

ثم سوف تعلمون عاقبته.

﴿كَلّا لَو تَعلَمونَ عِلمَ اليَقينِ﴾ [التكاثر: 5]

المختصر في التفسير:

حقًّا لو أنكم تعلمون يقينًا أنكم مبعوثون إلى الله، وأنه سيجازيكم على أعمالكم؛ لما انشغلتم بالتفاخر بالأموال والأولاد.

تفسير السعدي:

﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.

﴿لَتَرَوُنَّ الجَحيمَ﴾ [التكاثر: 6]

المختصر في التفسير:

والله لتشاهدنّ النار يوم القيامة.

تفسير السعدي:

ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.

 ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَينَ اليَقينِ﴾ [التكاثر: 7]    

المختصر في التفسير:

ثم لتشاهدنها مشاهدة يقين لا شك فيه.

تفسير السعدي:

 ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا﴾.

﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ﴾ [التكاثر: 8]

المختصر في التفسير:

ثم ليسألنّكم الله في ذلك اليوم عما أنعم به عليكم من الصحة والغنى وغيرهما.

تفسير السعدي:

﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.

أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ﴾ الآية.

والله عز وجل أعلم والله من وراء المقصد.