أحكام صيام شهر رمضان





ما هي أحكام الصيام في شهر رمضان؟؟

ما هي أحكام الصيام في شهر رمضان؟؟

الصيام في شهر رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، وعبادة يتقرب بها العباد إلى خالقههم جل وعلا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: ۱۸3) فما مفهوم الصيام؟ وما أحكامه؟وماشروطه وجوب صيامه؟

المحتويات

  • مفهوم الصيام
  • حكم الصيام
  • متى فرض الصيام
  • دخول شهر رمضان
  •  أركان الصيام
  • شروط وجوب الصيام
  • موانع الصيام
  • القضاء والفدية والكفارة
  • آداب الصائم
  • مبطلات الصيام

  • المصادر


مفهوم الصيام

الصيام لغةً: الامتناع عن الشيء ، والإمساك عنه.
وإصطلاح: الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالی.

حكم الصيام

صيام شهر رمضان فرض عين على كل مكلف ، إذ يثاب فاعله ، ويأثم تارکه من غير عذر شرعي ؛ لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ﴿البقرة: ١٨٥﴾.

متى فرض الصيام

فرض صيام شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة.

دخول شهر رمضان

يثبت دخول شهر رمضان بأمور عدة، منها:
١- رؤية هلال شهر رمضان ، حيث تتم مراقبة هلال شهر رمضان في آخر ليالي شهر شعبان ، قال رسول الله : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) (متفق عليه) والمقصود رؤية هلال شهر رمضان، ويكفي أن يرى الهلال شاهد مسلم عدل يشهد برؤية الهلال أمام القاضي الشرعي , والآن في وقتنا الحاضر تقوم الدول بمراقبة الهلال بالطرق الحديثة.
2- إكمال عدَّة شهر شعبان ثلاثين يوما في حال لم تتم رؤية الهلال بسبب الغيوم ، أو الضباب ، او الغبار وغيره من العوائق ، ويكون اليوم التالي بعد إكمال عدَّة شعبان ثلاثين يوما هو اليوم الأول من شهر رمضان ؛ لقول النبي : (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما) (متفق عليه).

 أركان الصيام

للصيام ركنان يقف عليهما وان نقص احدهما سقط الصيام ، وهما:
1- نية الصيام ، ويشترط تبيتها من الليلة السابقة قبل دخول وقت الصيام (طلوع الفجر الصادق).
2- الامتناع عن الطعام والشراب وما ينوب عنها وسائر المفطرات كالجماع وغيرها من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

شروط وجوب الصيام

يشترط لوجوب الصيام ما يأتي :
1– الإسلام: لإن الصيام عبادة ، ولا تصح العبادة من غير المسلم.
2 – التكليف:  فيجب الصيام على المكلف فقط ، وهو المسلم البالغ العاقل , ويستحب من الوالدين تعويد أولادهما الصغار على الصيام  حتى وان غير واجب عليهم ، فإن لهم أجر وثواب على ذلك ، وإذا كان الصيام يضر بالصغير فيحرم حينئد.
3- الخلو من موانع صحة الصيام: مثل: الحيض والنفاس ؛ فهذه تمنع من صحة الصيام.
4- الخلو من موانع وجوب الصيام دون صحته: أي الامور التي اباح بها الشارع الافطار ولاتمس صحته كالمريض بمرض مزمن أو غير مزمن ، والمسافر والعاجز عن الصيام لكبر ، أو المرضعة ، أو الحامل ؛ فكل هؤلاء يجوز لهم الإفطار ، ولكن إن صاموا صح صيامهم، قال تعالى: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: ۱۸4).

موانع الصيام

قسمت موانع الصيام الى قسمين، هما:
1- موانع تبيح الفطر ، وتجيز الصيام ، مثل:
أ– السفر مسافة (81) كيلو مترا فأكثر خارج العمران(خارج الأبنية).
ب- المرض.
ج- العجز من كبر ، أو حمل ، أو إرضاع.

2- موانع توجب الفطر ، وتحرم الصيام ، مثل:
أ- الحيض.
ب- النفاس.

القضاء والفدية والكفارة

رتب الشارع على من لهم الأعذار ممن يباح لهم الفطر في شهر رمضان أو يجب عليهم أحكاما شرعية على النحو الآتي:
أولا: القضاء فقط: ويقصد به قضاء الأيام التي أفطرها صاحب العذر من رمضان فقط دون أي أمر آخر ، وهذا الحكم يشمل الأعذار  التالية:
أ – من أفطر بسبب السفر.
ب- من أفطر بسبب مرض عارض (ليس مزمن).
ج- الحائض من النساء.
د- النفساء من النساء.
هـ- الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما.

ولا يشترط التتابع في قضاء رمضان ؛ لقول أمنا عائشة رضي الله عنها: (كان يكون عليَّ الصوم من رمضان ، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان) (رواه البخاري).
وينبغي لمن أفطر بعذر في رمضان أن يبادرويسارع  إلى القضاء ، فإذا أخر القضاء من دون عذر حتى دخل شهر رمضان وجب عليه أن يطعم مسكينا عن كل يوم أفطره إضافة إلى القضاء.

ثانيا: القضاء ، مع دفع الكفارة: وهذا الحكم خاص بمن أفطر بسبب الجماع متعمِّدا فيجب عليه , قضاء اليوم الذي أفطر فيه ، وأداء الكفارة ، وأنواع الكفارة مرتبة ترتيبا اجباريا على النحو الآتي:
أ- عَتقُ رقبة.
ب- فإن لم يستطع عَتقُ رقبة فصيام شهرين متتابعين.
ج- إن لم يستطع صيام شهرين متتابعين فإطعام ستين مسكينا ، لكل مسكين مُدٌّ من غالب ما يأكل من البلد ، والمُدُّ يساوي (600) غرام.
فإن عجز عن ذلك كله تبقى الكفَّارة دينا في ذمته حتى يستطيع على شيء منها ، والدليل قول أبو هريرة (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ - والعَرَقُ المِكْتَلُ - قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا - يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ - أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ) (متفق عليه). والعرق هو وعاء.
وعلى من أفطر عمدا في رمضان بالأكل والشرب أن يتوب إلى الله تعالی توبة صادقة ، ويستغفر الله تعالى ، ويقضي الأيام التي أفطرها ليتوب الله عليه ، قال تعالى: (وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى) (طه: ۸۲).

ثالثا: الفدية ، ويقصد بها إطعام مسكين واحد عن كل يوم إفطار في رمضان ، وتكون بديلا عن القضاء في حق غير القادرين على الصيام لكبرٍ أوالمرض الذي لا يرجى شفاؤه (المرض المزمن) ؛ فهؤلاء يخرجون الفدية، وقدرها مدٌّ لكل مسكين عن كل يوم إفطار من غالب ما يأكل من البلد ، قال تعالى: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: ۱۸4).

رابعا: القضاء مع الفدية ، وهذه الحالة خاصة بالحامل إذا خافت على جنينها ، والمرضع إذا خافت على رضيعها أن يقل لبنها الذي يتغذى به ونحوه (فإن خافتا على نفسيهما فعليهما القضاء فقط كما اسلفنا سابقا) ؛ فإذا أفطرتا لهذا السبب وجب عليهما قضاء الأيام التي أفطرتاها ، والتصدق بمدٍّ من الطعام عن كل يوم أيضا ، لما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما  أنه قال: (والحبلى والمرضع إذا خافتا  - يعني على أولادهما- أفطرتا وأطعمتا) (رواه أبو داوود وهو حديث صحيح).

آداب الصائم

ينبغي للصائم أن يتحلى بآداب الإسلام وفضائله في كل حين ، وتتأكد هذه الآداب في شهر الصيام ، على النحو التالي:
1- تعجيل الافطار ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يزال الناس بخیر ما عجلوا الفطر) (متفق عليه).
2- السحور ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (تسحروا فإن في السحور بركة) (متفق عليه). ويستحب تأخير السحور إلى قبيل طلوع الفجر بقليل ، بقدر تلاوة خمسين آية من القرآن الكريم.
٣- الابتعاد كل فاحشٍ و بذيءٍ من الأقوال والتصرفات ، مثل: الغيبة والنميمة ، والنظر إلى ماحرم الله ، والجدال بالباطل ، والشتم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) (أخرجه البخاري).
4 - الإكثار من الدعاء خلال نهار الصيام وعند الإفطار ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، والمظلوم) ( أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح).
5- إفطار الصائم علی رطب ، وإذا لم يجد فعلی تمر ، وإذا لم يجد فعلی ماء ؛ لحديث أنس رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم يكن رطبات فتمرات ، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء) (أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه).

مبطلات الصيام

يبطل الصيام بأحد الامور الآتية:
  1.  الأكل أو الشرب عمدا ؛ فإن كان ناسيا فلا يبطل صيامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه) (متفق عليه).
  2.  القيء عمدا ، فإذا قاء الصائم من دون إرادته فلا يبطل صيامه.
  3.  دخول شيء إلى جوف الإنسان من منفذ مفتوح ، مثل: الفم ، والأنف.
  4.  الجماع أو الاستمناء عمدا.
  5.  الحيض والنفاس.
  6.  الجنون.
هذا والله أعلم.


المصادر

  1. كتاب الفقه وأصوله (المقرر الدراسي للصف الحادي عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).
  2. موقع الإسلام سؤال وجواب.
  3. موقع الدرر السنية ( للأحاديث).



إرسال تعليق

0 تعليقات