شرح حديث البر حسن الخلق...
متن الحديث: عن النَّواس بن سمعان رضي الله عنهما قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ فَقالَ: (البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ). رواه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والأدب، باب تفسير البر والإثم.
المحتويات
- ماذا يمنحك هذا المقال؟!
- التعريف براوي الحديث
- معاني الكلمات والتراكيب
- شرح الحديث
- مفهوم البر
- مفهوم الإثم
- المصادر
ماذا يمنحك هذا المقال؟!
1- يعرفك على راوي الحديث الصحابي الجليل النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنهما,
راوي حديث البر حسن
الخلق...
2- يعرفك على البعض من معاني الكلمات الواردة في هذا الحديث الشريف.
3- يشرح حديث البر حسن الخلق.., إذ يبين لك ما هو البر ولماذا دعاه
الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق, وكيف يكون حسن الخلق مع العباد, ومع رب
العباد.
4- ويبين لك ما هو الإثم وما العلامتين التين وضعهما عليه
الصلاة والسلام للإثم في هذا الحديث, ويوضح الحالات التي تعني أن في الأمر إثم, وما أثر هذه
الحالات بما فيها من فروقات وضوابط مختلفة على المسلم عندما يطبقهم.
التعريف براوي الحديث
هو الصحابي الجليل النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنهما. كان حريصا على
طلب العلم إذ قال : (أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني
من الهجرة إلا المسألة). سكن في الشام، ومات فيها سنة 50 للهجرة.
معاني الكلمات والتراكيب
البِرُّ: كل ما يقوم به الإنسان من خير.
الإِثْمُ: كل ما يقوم به الإنسان من معصية.
حَاكَ في صَدْرِكَ: ترددت منه في قلبك.
شرح الحديث
طالما أمرنا الإسلام بالبر ونهانها عن المنكر والإثم، وفي هذا الحديث يتبين
لنا ما هو البر وما و المنكر, وما هو ضابطهما وعلامتهما, وفي ما يلي بيان لذلك:
مفهوم البر
البر كلمة جامعة لكل خير ويقصد به الإقبال على فعل الخيرات والطاعات, ولقد قال
صلى الله عليه وسلم أنه حسن الخلق، وهذا لأنه شامل لحسن الخلق مع العباد، ومع رب
العباد؛ فأما بما يخص حسن الخلق مع الناس فيكون بالإحسان لهم وبمعاملتهم بما فيه خير،
وبصرف الأذى عنهم ومعاونتهم، والعفو والصفح عمن أساء منهم، وأن يكون التواصل معهم
قائم على المعروف.
وأما بما يخص حسن الخلق مع الله جل وعلا فيكون بفعل الطاعات وتنفيذ أوامر
الله؛ فإذا أمر الله بفعل أو نهى عن فعل فإن العبد يطبق ما أمر به ويسلم أمره لله،
وإن العبد الذي يمتثل إلى أوامر الله عز وجل ويقف عند حدوده وضوابطه ويترك ما يغضب
الله فهو بإذن الله من الأبرار.
والأبرار هم الذين يبرون الله بطاعاتهم وبخدمة دينه الصادقون في إيمانهم. الذين قال عنهم الله تعالى في كتابه { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} [الإنسان: 5]. وقال أيضاً {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ} [المطففين: 22-25].
مفهوم الإثم
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: (وَالإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ) فوضع عليه الصلاة والسلام علامتين للإثم:
أولاً: كما أسلفنا فإن معنى حَاكَ في صَدْرِكَ: أي ترددت منه في قلبك؛ فكل مايشعر به المرء في صدره من أحاسيس كالقلق و الخوف والاضطراب عند تنفيذ هذا الفعل, مع ما يحصل من تردد في فعله، فهذا يدل أنه إثم في غالب الأحيان.
ثانياً: كره المرء أن يطلع الناس على هذا الفعل وأن يعلموا ممارسته له؛
لشعوره باستقباح الناس له ولاختلاف نظرت الناس له.
ولهذه الطمأنينة التي تصيب النفس عند فعل الخير، ولما يصيبها أيضا من قلق
أو اضطراب عند فعل الإثم دلالة على أن الله عز وجل ما فطرنا إلا على الصواب والحق
وحب الخير.
ولكن ليس من المنطقي أن يكون كل اضطراب أوتردد يقع في الصدر دلالة على أن
هذا الفعل إثم؛ فقد يقع التردد لأسباب أخرى كعدم الثقة من شيء ما أو للخوف من
نتائج معينة لهذا الفعل ونحوه، فللتردد الذي يعني أن في الأمر إثم ثلاث حالات وهي
كالتالي:
1- إذا راود النفس ان في الفعل اثم، وثبت أن فيه اثم بالأدلة الشرعية؛ فيجب
على المسلم في هذه الحالة تركه واجتنابه؛ فكل ما تم ذكر تحريمه في الشريعة
الاسلامية هو من الإثم، كالكذب، والزنا، والسرقة، وغيرها مما يغضب الله من الذنوب
والمعاصي.
3- إذا راود النفس ان في الفعل اثم، ثم علم من أهل العلم حكمه سواء أكان
الإباحة أم التحريم فيجب عليه في هذه الحالة اتباع قولهم لقوله جل وعلا: {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا
رِجالًا نوحي إِلَيهِم فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ} [النحل: ٤٣]
3- إذا راود النفس ان في الفعل اثم، ولكن إختلف العلماء بحكمه فمنهم من
أفتى بجوازه ومنهم من أفتى بعدم جوازه، فبهذه الحالة من الورع أن يترك هذا الأمر؛
خشية من الوقوع في الاثم إلا إذا كان هنالك حاجة ماسة وضرورة إلى ذلك والله أعلم.
إن إتخاذ المسلم لهذه الحالات وهذه الخيارات والأوامر منهجاً له يقوي من
استشعار مراقبة الله البصير له، ويزيد من ورعه، وبذلك يتحقق معنى الإحسان في عبادة
الله الواحد الأحد الواحد الأول الواحد الحقيقي الذي لا قبل له ولا أول لوجوده,
أول الدين بمعرفته وكمال معرفته كمال التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده
الإخلاص له, وله نفي الصفات تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام.
المصادر
1) كتاب الحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية (المقرر الدراسي
للصف الثاني عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).
2) موضوع (تفسير وتوفنا مع الأبرار) من موقع إسلام ويب.
3) موقع الدررالسنية (للأحاديث).
هذا والله أعلم.
0 تعليقات