فوائد من حديث فضل الوضوء والصلاة (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟...)

حديث في فضل الوضوء والصلاة


فوائد من حديث فضل الوضوء والصلاة (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟...)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه قال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وليسَ في حَديثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّباطِ. وفي حَديثِ مالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الضوء على المكاره.

 

المحتويات

  • ماذا يمنحك هذا المقال؟!
  • التعريف براوي الحديث
  • معاني الكلمات والتراكيب
  • شرح الحديث
  • إسباغ الوضوء على المكاره
  • كثرة الخطا إلى المساجد
  • انتظار الصلاة بعد الصلاة
  • معنى فذلكم الرباط
  • المصادر

 

ماذا يمنحك هذا المقال؟!

1- نبذة تعريفية براوي الحديث الشريف أبو هريرة الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه.

2- بيان لمعاني بعض الكلمات والتراكيب في الحديث الشريف.

3- شرح لقوله صلى الله عليه وسلم (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟...).

4- بيان المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره.

5- بيان المقصود بكثرة الخطا إلى المساجد.

6- بيان المقصود بانتظار الصلاة بعد الصلاة.

7- توضيح معنى فذلكم الرباط.

 

التعريف براوي الحديث

أبو هريرة هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي أسلم رضي الله عنه في العام السابع للهجرة، وكان اسمه قبل الاسلام في الجاهلية عبد شمس فلما أسلم سماه عليه الصلاة والسلام عبد الرحمن.

كان ملازما للرسول عليه الصلاة والسلام فحفظ الكثير من الأحاديث عنه، ولقد دعا النبي له بكثرة الحفظ؛ فكان من أحفظ الصحابة وأكثرهم رواية فقد ورد عنه ما يزيد عن 4000 حديث.

عرف بزهده وتواضعه وصبره على طلب العلم، ولي الخلافة من أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب على البحرين، و توفاه الله تعالى في مدينة رسوله الله صلى الله عليه والسلم سنة 57هـ.

 

معاني الكلمات والتراكيب

  الخَطايا: الذنوب.

  إسْباغُ: إتمام.

 المَكارِهِ: ما يكرهه الإنسان، ويشق عليه.

 

شرح الحديث

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عدة أعمال صالحة متنوعة، تقرب العبد إلى ربه تعالى وتبارك، وتكون سببًا في مغفرة الذنوب، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، وعلو في القدر.

وفي هذا دلالة على فضل الله ورحمته وكرمه علينا، ففي نهاية الأمر الله هو الغافر ولا أحد سواه، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعمال محددة تقرب العبد إلى ربه، بيانها في ما يلي:

 

إسباغ الوضوء على المكاره

ويقصد به تعميم الماء على أعضاء الوضوء كاملة؛ فيسبغ (يتم) المسلم غسله لأعضاء الوضوء غسلًا تامًا، كما توضأ صلى الله عليه وسلم مع المراعاة الكاملة لسنن الوضوء وهيئاته.

وقد بين الحديث فضل الإسباغ في الوضوء على وجه عام، وتحديدا الأوقات والحالات التي يشق على المتوضئ الإسباغ فيها مثل: البرد الشديد، فقد لا يستطيع الانسان أن يحسن وضوءه إحسانًا تامًا في مثل هذه الحالات بسبب المشقة، ولكنه صلى الله عليه وسلم بيًّن أن من أسبغ وضوءه فأحسنه على مُكرَه ومشقة فإن الله يمحو بعمله ذنوبه ويرفع به الدرجات.

 سمِع أبَا هُرَيْرَةَ، وكانَ يَمُرُّ بأناس يَتَوَضَّئُونَ مِنَ المِطْهَرَةِ، قالَ: أسْبِغُوا الوُضُوءَ، فإنَّ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (ويْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ). أخرجه البخاري.

وهذا لا يعني أن يسرف المرء في وضوءه فعن عبدالله بن عمرو أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: (ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ : أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ). المصدر: مسند أحمد، إسناده صحيح.

 

كثرة الخطا إلى المساجد

في قوله صلى الله عليه وسلم: وكثرة الخطا إلى المساجد، دلالة على أهمية المساجد، فالمسجد هو مكان إجتماع المسلمين إذ يساهم في توطيد علاقاتهم، فيزيد من الألفة والجيرة بين رواده من أهل منطقته، ولصلاة الجماعة - بصورة عامة ـ سبع وعشرون ضعف أجر صلاة الفرد فعن عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً) صحيح البخاري.

وقد شجع صلى الله عليه وسلم كثيرا المسلمين للذهابِ للمساجدِ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ) متفق عليه.

 

انتظار الصلاة بعد الصلاة

لطالما حث الإسلام على الدعوة إلى الصلاة وأدائها في وقتها والالتزام بها؛ فالصلاة هي عمود الدين وإقامتها هو الركن الثاني من أركان الإسلام.

والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم انتظار الصلاة بعد الصلاة، هو الاستعداد بعد الانتهاء من الصلاة الحالية للصلاة التالية بالطهارة والحرص على أدائها جماعة، فمن فعل هذا من المسلمين ففعلته دليل على صدق نيته ورغبته في أداء الصلوات بأوقاتها، فيجازيه الله بالأجر والثواب العظيم بالرفعة في الدرجات ومحو الخطايا.

 

معنى فذلكم الرباط

جميع الأعمال التي ذكرها صلى الله عليه وسلم وحث عليها في الحديث الشريف هي أعمال يتقرب العبد بها إلى ربه، وقد سماها صلى الله عليه وسلم (رباط)، تشبيهًا لها بالجنود الذين يرابطون في الحروب وفي حماية الوطن، فالحفاظ على الوضوء وتمامه وعلى الصلاة والعبادات كالرباط في سبيل الله عز وجل؛ فهي تربط صاحبها عن المعاصي والشهوات.

لذلك جعل الله جزاء من قام بهذه العبادات مصاحبة بالنية الصادقة، غفران الذنوب والرفعة في الدرجات.

 

المصادر

1) كتاب الحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية (المقرر الدراسي للصف الثاني عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).

2) موقع الدررالسنية (للأحاديث).

 

هذا والله أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات