شرح حديث (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر...)


فوائد من حديث حذيفة (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر...)


شرح حديث (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر...)

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ).

أخرجه الترمذي في كتابه سنن الترمذي وخلاصة حكمه: الحديث حسن.


المحتويات

  • ماذا يمنحك هذا المقال؟!
  • التعريف براوي الحديث
  • معاني الكلمات والتراكيب
  • شرح الحديث
  • ما هو الأمر بالمعروف؟
  • ما هو النهي عن المنكر؟
  • جزاء ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  • اقتران الدعاء بطاعة الله في القرآن الكريم
  • المصادر


ماذا يمنحك هذا المقال؟!

1- نبذة تعريفية براوي الحديث الشريف الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان الأنصاري رضوان الله عليه.

2- بيان لمعاني بعض الكلمات والتراكيب في الحديث الشريف.

3- شرح لقوله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر...).

4- توضيح مفهوم الأمر بالمعروف.

5- توضيح مفهوم النهي عن المنكر.

6- بيان للجزاء من الله المترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان آثره على المجتمع.

7- بيان لاقتران الدعاء بطاعة أوامر الله، في القرآن الكريم، وما هو واجبنا الحالي تجاه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


التعريف براوي الحديث

هو الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان الأنصاري رضوان الله عليه ولد في المدينة المنورة، لقب بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يسِّر له بأسماء المنافقين.

شارك في فتوحات العراق وبلاد فارس، لقد ولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المدائن، توفاه الله سنة 36 هـ.

 

معاني الكلمات والتراكيب

والذي نفسي بيدِه: قسم كان صلى الله عليه وسلم يقسم به، معناه أن النفوس بيد الله عز وجل بتقديره وتدبيره.

ليُوشِكَنَّ: ليقعن قريبًا.

المعروفِ: هو ما أمر به المعروف وستحسنه.

المنكرِ: هو ما نهى عنه الشرع واستقبحه.

 

شرح الحديث

أكد عليه أفضل الصلاة والتسليم على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أقسم بالله تعالى، دلالة على عظم المُقسم عليه، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد ألحقه بالتحذير والتنبيه من الجزاء والخطر الذي سيترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقد جعل الله جل وعلا أمة الإسلام خيرَ أمَّة مؤمنة أخرجت للناس؛ لتميزها بدعوة الناس إلى المعروف والخير ونهيهم عن المنكر، فقد قال عز وجل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: ١١٠].

 

ما هو الأمر بالمعروف؟

الأمر بالمعروف هو دعوة الناس إلى كل ما أمر  به الشرع واستحسنه، وهو واجب على كل مسلم بقدر الاستطاعة، مثل: دعوة الناس وحثهم على طاعة الله بأداء العبادات وفعل الخير كالصلاة، والزكاة، والصيام، والصدق، ونحوه من كل ما هو خير.

من دون تنفير، فيجب على الناصح والآمر بالمعروف أن يتقي الله في نصحه وألا يكون متعصبًا معنفًا منفرًا من الدين.


ما هو النهي عن المنكر؟

النهي عن المنكر هو نصح الناس بترك كل ما نهى عنه الشرع واستقبحه، مثل: السرقة، والاحتيال، والشتم، والرياء، ونحوه من كل ما هو إثم.

 وكما هو الحال بالأمر بالمعروف فهو كذلك في النهي عن المنكر فيجب على كل ناصح ناهي عن المنكر أن يتقي الله في نصحه.

 

جزاء ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

كما أسلفنا فقد ألحق صلى صلى الله عليه وسلم تأكيده على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتحذير والتنبيه من الجزاء والخطر الذي سيترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتمثل الجزء الذي ذكره صلى الله عليه وسلم في ما يلي:

إنزال العقوبة

إذا تركت الأمة الاسلامية واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهي بفعلها تعرض نفسها لعقاب من الله عاجل ليس بآجل، وقد وردت كلمة عقاب في الحديث الشريف نكرة؛ دلالة على عموم العقاب، ليس عقابًا واحدًا.

وقد أرسل الله عز وجل عقابًا على البعض من الأمم السابقة لتركها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨﴾ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78،٧٩].

عدم استجابة الدعاء

بعد نزول العقوبة بالأمة إذا تركت واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنها تلجأ إلى الله بالدعاء ليرفع عنهم العقاب، وهنا يأتي جزاؤهم الثاني إذ إن الله لا يستجيب دعاءهم؛ لأنهم لم يطيعوه بما أوجب عليهم من أمر الناس بالمعروف وحثهم على ما أمر به الشرع واستحسنه، ونهيهم عن المنكر بنصحهم عن ترك ما نهى عنه الشرع واستقبحه؛ فبفعلهم هذا يعم الفساد وتنتشر المنكرات، وتفسد الأخلاق، وتكثر الشرور، ويحل ضيق العيش، وكآبة النفس، ويتسلَّط الأعداء والفاسدين المفسدين والأشرار.

 

اقتران الدعاء بطاعة الله في القرآن الكريم

لقد اقترن في القرآن اجابة الله لدُّعاء باستجابة الناس لأوامر الله، فقد قال تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦].

لذلك عنا أن نبادر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم نلجأ إلى الله بالدعاء والرجاء، لعل الله يغير حالنا لأفضل حال، ففي قوله عز وجل: {...إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَإِذا أَرادَ اللَّـهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ} [الرعد: ١١].

 

المصادر

1) كتاب الحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية (المقرر الدراسي للصف الثاني عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).

2) موقع الدررالسنية (للأحاديث).

 

هذا والله أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات