قصة قارون مع بني اسرائيل في سورة القصص

قصة قارون مع بني اسرائيل في سورة القصص


قصة قارون مع بني اسرائيل في سورة القصص

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴿٧٦﴾ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧﴾ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴿٧٨﴾ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٧٩﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴿٨٠﴾ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ﴿٨١﴾ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٢﴾ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [القصص: 76-84].

 

المحتويات

  • ماذا يمنحك هذا المقال؟!
  • التعريف بسورة القصص
  • معاني المفردات والتراكيب
  • تفسير الآيات الكريمة
  • نعم الله تعالى على قارون
  • نصيحة بني إسرائيل لقارون
  • رد قارون على قومه
  • حال بني إسرائيل من قارون بعد رفضه النصح
  • عاقبة قارون
  • المصادر

 

ماذا يمنحك هذا المقال؟!

1) التعريف بسورة القصص.

2) بيان معاني بعض الكلمات والتراكيب الواردة في الآيات الكريمة.

3) تفسير الآيات التي تتحدث عن قصة قارون مع بني إسرائيل في سورة القصص.

4) بيان من هو قارون وما قصته.

5) ذكر نصائح بني إسرائيل لقارون وإلا ماذا دعوه.

6) توضيح كيف كان رد قارون على قومه من بني إسرائيل وكيف تجاهلهم.

7) بيان حال بني إسرائيل بعد تجاهل قارون لنصحهم وكيف انقسموا إلا قصمين.

8) توضيح ماذا كان عذاب الله لقارون وكيف رحم جل وعلا بني إسرائيل، مع تبيان جانب من رحمة الله تعالى بعباده.

 

التعريف بسورة القصص

تعد سورة القصص من السور المكية وهي من سور المثاني، ويبلغ عدد آياتها (88) آية، وهي السورة (28) في ترتيب المصحف في الجزء العشرين، ابتدأت بالحروف {طسم} [القصص: 1], وتعد السورة التاسعة والأربعون في ترتيب نزول سور القرآن الكريم, وورد أنها نزلت من بعد سورة النمل، ومن قبل سورة الإسراء.

 

معاني المفردات والتراكيب

فَبَغَى: تكبر وتجبر.

لَتَنُوءُ: ليثقل حملها على ليثقل حملها على الجماعة الكثيرة.

لَا تَفْرَحْ: لا تسر سرور البطر.

يَبْسُطُ: يوسّع ويزيد.

يَقْدِرُ: يضيّق ويقلّل.

 

تفسير الآيات الكريمة

بينت الآيات الكريمة قصة قارون وهو شخص من بني إسرائيل، كان ممن أنعم الله بالخير الوفير والمال الكثير، ولكنه لم يشكر الله على هذه النعم بل واغتر بما يملكه, فطغى وأفسد وتكبر، فكان عقاب الله له بالخسف والهلاك بغيابة ظلمه؛ ليعتبر به غيره ومن بعده، وقد تناولت هذه الآيات المباركة عدة موضوعات رئيسية:

1) نعم الله تعالى على قارون.

2) نصيحة بني إسرائيل لقارون.

3) رد قارون على قومه.

4) حال بني إسرائيل من قارون بعد رفضه النصح.

5) عاقبة قارون.

وفي ما يلي بيان لها:

 

نعم الله تعالى على قارون

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: ٧٦].

كان قارون من قوم موسى عليه السلام من بني إسرائيل، أنعم الله عليه بالخير الوفير والمال الكثير، لدرجة أن جماعة من الرجال الأقوياء تقف عاجزة عن حمل مفاتيح خزائنه، وفي هذا دلالة على أن خزائنه بلغت الكثي، وبدلاً من شكر الله على هذه النعم اختار قارون أن يطغى في الأرض ويتكبر على قومه.

 

نصيحة بني إسرائيل لقارون

{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

نصح المؤمنون الصالحون من بني إسرائيل قارون عدة نصائح منها ما يلي:

1) ألا يتكبر ويبطر؛ لأن الله جل وعلا لا يحب منهم متكبرين فرحين ببطر.

2) أن يؤدي حق الله تعالى في ماله وأن يبتغي وجهه الكريم.

3) أن يوازن بين حاجات والدنيا ونصيب الآخرة وحق الله تعالى في ما أنعم الله عليه من الرزق والمال.

4) أن يحسن ويقابل إحسان الله إليه بالإحسان إلى عباده في الأرض من الفقراء والمساكين وفي أوجه الخير.

5) دعوه ألا يتكبر ويتجبر بالفساد والطغيان في الأرض بماله؛ لأن الله لا يحب المفسدين.

 

رد قارون على قومه

{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: ٧٨].

واجه قارون قومه من بني إسرائيل بتجاهل لنصائحهم، وادعى بإصرار وتكبر وتمادي في طغيانه أن ماله وغناه إن هو من علمه وقدرته وحده من غير إرادة الله ورزقه وفضله عليه، فلم يعتبر قارون ممن اعتزوا بأنفسهم وأموالهم من الأقوام السابقة له، وكيف عاقبهم الله وأهلكهم، فهم يوم القيامة لن يسألوا عن ذنوبهم وفجورهم، بل سيبان ذلك على وجوههم ويحاسبون على أفعالهم.

 

حال بني إسرائيل من قارون بعد رفضه النصح

{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٧٩﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80،79].

انقسم بني إسرائيل عندما رأوا قارون في زينته وماله إلى قسمين:

فقال من طمع بماله واغتر بزينة الحياة الدنيا ليت لنا مثل ما أوتي قارون فإن حظه لعظيم.

وأما من آتهم الله العلم حينما رأوا قارون في زينته وسمعوا أماني أصحابه الطامعين بالدنيا فقالوا: ويلكم إن ثواب الله للذين آمنوا وعملوا صالحاً لخير مما يعجبكم من مال قارون، ولا يناله سوى الصابرون.

 

عاقبة قارون

{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ﴿٨١﴾ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٢﴾ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [القصص: 81-84].

عاقب الله عز وجل قارون على طغيانه، بخسف الأرض به وبداره، وما كان له من أحد يستطيع نصرته من قضاء الله، ولم يستطع هو أن ينصر نفسه أو يحميها، فإن الله يمهل ولا يهمل.

فندم الذين تمنوا مكانه بالأمس والذين كانوا يقولون ليت لنا مثل قارون، وأيقنوا أن الله عز وجل بيده الرزق يفتح على من يشاء ويقدر على من يشاء، وحمدوا الله لأنه لم يستجب لأمانيهم لكانوا هالكين مع قارون لولا رحمة الله وفضله؛ لأن ما تمنوه كانن سببا في كفر قارون وهلاكه.

وفي نهاية القصة أخبر الله عز وجل، أن الجنة ليست للذين يريدون العلو في الدنيا والمفسدين بل للمتقين الأبرار، وان من عمل حسنة فسيجازيه الله برحمته خيراً منها، ومن عمل سيئة فسيجازيه الله بقدرها ولا يضاعفها، تبارك وتعالى الرحمن الرحيم.

 

المصادر

1) كتاب التفسير وعلوم القرآن (المقرر الدراسي للصف الثاني عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).

2) موضوع (مقاصد سورة القصص) من موقع إسلام ويب.

3) موضوع (سورة القصص) من موقع ويكيبيديا.

 

هذا والله أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات