علامات وأسباب الوضع في الحديث الشريف

 

علامات وأسباب الوضع في الحديث الشريف

علامات وأسباب الوضع في الحديث الشريف

فطرنا الله عز وجل على حب الصدق وبغض الكذب، ولطالما دعا الإسلام لصّدق وحبذه، ونهى عن الكذب بجميع أنواعه وأشكاله، ومن أقبح أنواع الكذب والافتراء الذي قد يقال على لسان أحد هو الكذب على الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيه من إفساد وإضلال للأمة قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الصف: 7].

 سوف نتحدث في هذا المقال عن أحد أنواع الأحاديث، وهو الحديث الموضوع، وهو الأشد ضعفًا من الأحاديث الضعيفة، والذي يعد كذب وافتراء عظيم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فما هو تعريف الحديث الموضوع؟ وما حكم رواية الحديث الموضوع؟ وما أسباب الوضع في الحديث؟ وما علامات الوضع في الحديث؟ والكثير حول الحديث الموضوع...

 

المحتويات

ماذا يمنحك هذا المقال؟!

مفهوم الحديث الموضوع

حكم رواية الحديث الموضوع

أسباب الوضع في الحديث

علامات الوضع في الحديث

واجبنا تجاه الحديث الموضوع

المصادر

 

ماذا يمنحك هذا المقال؟!

1- يعرف لك ما هو الحديث الموضوع، ويحدثك عن اطلاق العلماء عليه لقب حديث.

2- يعرفك حكم رواية الحديث الضعيف، مع الدليل.

3- يبين لك أسباب الوضع في الحديث، ولماذا ظهر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4- يبين لك علامات علامات الوضع في الحديث، التي تدل على الحديث الموضوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.

5- يعرفك على واجبنا تجاه الأحاديث الموضوعة في عصرنا الحديث.


مفهوم الحديث الموضوع

الحديث الموضوع: هو ما ينسب كذبًا إلى النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم مما لم يقله أو يفعله أو يقره وهو من الأحاديث المردودة التي لا يجوز الأخذ بها.

أطلق العلماء اسم الحديث الموضوع تجاوزًا بحسب زعم قائله، ولكنه ليس حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

حكم رواية الحديث الموضوع

يحرم رواية الحديث الموضوع إلا لبيان أنه كذب على رسول الله فعن المغيرة بن شعبة: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ...). أخرجه البخاري.

 

أسباب الوضع في الحديث

ظهر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدة الأسباب متنوعة منها ما يلي:

1- الانتصار للآراء والمذاهب، فقد نتج عن ظهور الفرق والمذاهب بآراء مختلفة وأحكام شاذة عن الصواب؛ أتباع جهلة لهؤلاء الفرق أخذوا يضعون أحاديث مكذوبة عن رسول الله تناسب آرائهم وفرقهم، كقول بعضهم: (زكاة الحلي عاريته)، وهذا القول المكذوب عن النبي وضع ليناسب حكم من لا يرى أن للحلي زكاة.

2- تأليف بعض من يدعي الورع والزهد أحاديث لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم، إدعاءا بأن ما فيها فيهِ قربة لله، وهذا باطل خالي من الصحة.

3- الدعوة لفعل الخير والترغيب به ممن عرف عنهم الورع والزهد، إعتقادا منهم أن هذه الروايات تقربهم الى الله تعالى، مثل قول: (من قال للمسكين أبشر فقد وجبت له الجنة) وهذا ليس سوى حديث موضوع مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يقال الغاية لا تبرر الوسيلة.

 

علامات الوضع في الحديث

يوجد عدة علامات تدل على الحديث الموضوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، منها مايلي:

1- ركاكة الألفاظ وفساد المعنى؛ أي اذا كان متن الحديث ركيكا في ألفاظه (أي ضعيف بالألفاظ والمعاني)، باطل في معانيه، فهو بالتأكيد ليس من أقوال النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله آته جوامع الكلم، وهو من أفصح العرب لسانا وقولا، وهذه العلامة لا يدركها متملكًا إلا أهل العلم المختصين.

ومثالا على هذه العلامة في الوضع، الحديث الموضوع التالي: (من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليلبس الصوف).

2- تعارضها الصريح مع القرآن والأحاديث الصحيحة، بالإختلاف مع المعاني والمقاصد العامة أو الخاصة، مثل الحديث الموضوع الذي يحدد عمر الحياة: (الدنيا سبعة آلاف سنة)؛ فهذا الحديث يتعارض مع مقتضى الآية الكريمة في قوله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم إِلّا بَغتَةً يَسأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللَّـهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ} [الأعراف: 187].

فقد قال الله في الآية أن العلم بموعد الساعة وهو نهاية الحياة الدنيا عند الله وحده، على خلاف الحديث الموضوع الذي يحدد ممدة معينة لعمر الدنيا وهذا هو وجه الخلاف.

3- تعارض مواعيد وأماكن اللقاء بين الرواة مع الواقع، كأن يدعي أحدهم لقاءه لشيخ ما في وقت معين ويكون هذا الوقت قد توفي قبل موعد اللقاء بعدة سنوات، مثل قول من ادعى لقاءه مع خالد بن معدان وعندما سئل عن وقت اللقاء ومكانه، كان لقاءهم حسب قول المدعي بعد وفاته بأربع سنين وفي مكان لم يذهب له خالد بن معدان في حياته أبدًا.

لذلك يجب الإهتمام بمعرفة تاريخ الولادة وتاريخ الوفاة لكل راوٍ، والأماكن الذي ارتحل إليها في حياته للتفرقة بين الصادق والكاذب من الرواة للتمييز بين الحديث الموضوع وغيره من أنواع الأحاديث.

فقد قال محمد بن سيرين رحمه الله (إنما هذا الحديث دين، فانظروا عمن تأخذونه).

 

واجبنا تجاه الحديث الموضوع

1- عدم نشرها وتداولها أو نقلها، إلا للتوعية بأنها موضوعة ومكذوبة عن النبي، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن حَدَّثَ عنِّي بِحديثٍ، يَرَى أنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أحَدُ الكاذِبَيْنِ) أخرجه مسلم.

2- التحذير منها والتوعية لمخاطرها، وكشف كذبها؛ للمحافظة على السنة النبوية خالية من الأكاذيب الباطلة.

3- التأكد من صحة الأحاديث، عن طريق سؤال أهل العلم الثقات، والبحث إما على شبكة الإنترنت أو بالكتب والموسوعات.

 

المصادر

  1. كتاب الحديث النبوي الشريف وعلومه (المقرر الدراسي للصف الحادي عشر الدراسي للعلوم الشرعية بالمملكة الاردنية الهاشمية).
  2. موقع الدرر السنية ( للأحاديث).

 هذا والله أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات