قصة ابني آدم في سورة المائدة

 

قصة ابني آدم في سورة المائدة

قصة ابني آدم في سورة المائدة

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [27] لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [28] إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ [29] فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [30] فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 27-31].

 

المحتويات

  • ماذا يمنحك هذا المقال؟!
  • التعريف بسورة المائدة
  • معاني المفردات والتراكيب
  • تفسير الآيات الكريمة
  • بداية العدوان بين ابني آدم
  • موقف الأخ المعتدى عليه من أخيه
  • قتل الأخ المعتدي لأخيه
  • درس الغراب
  • موقفنا من هذه القصة
  • المصادر


ماذا يمنحك هذا المقال؟!

1- التعرف بسورة المائدة.

2- توضيح لمعاني بعض الكلمات والتراكيب الواردة في السورة.

3- تفسير الآيات الكريمة تفسرًا عامًا، ثم تفسيرها بالتفصيل حسب ترتيب الأحداث.

4- توضيح لسبب بداية العداء بين ابني آدم.

5- بيان لرد فعل الأخ المعتدى عليه وموقفه من أخيه بعد أن هدده بالقتل.

6- بيان الأثر المترتب على قتل الأخ أخاه، والإثم الذي سيحاسب عليه يوم القيامة.

7- توضيح لشعور الأخ بالضعف والندم بعد أن تلقى الدرس من الغراب.

8- دورنا تجاه قصة ابني آدم، وتجاه الأسئلة التي تطرح على هذه القصة، كما هي أسماء الأخوين ونحوه من الأسئلة العديدة.

 

التعريف بسورة المائدة

سورة المائدة هي من السور المدنية، يبلغ عدد آياتها 120 آية، ترتيبها في المصحف الشريف السورة الخامسة وتقع في الجزأين السادس والسابع، نزلت بعد سورة الفتح، بدأت بأسلوب نداء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، وقد سميت بهذا الاسم لورود معجزة المائدة فيها؛ وهي إحدى معجزات نبي الله عيسى عليه السلام إذ سأله عليه السلام قومه أن ينزل الله عليهم مائدة ليأكلون منها فتطمئن قلوبهم، وسنتحدث عن قصة ابني آدم في سورة المائدة.

 

معاني المفردات والتراكيب

قُرْبَانًا: ما يتقرب به العبد لربه.

تَبُوءَ: ترجع.

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ: زينت له نفسه.

يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ: يحفر الأرض.

 يُوَارِي: يستر.

سَوْءَةَ أَخِيهِ: جثة أخيه.

 

تفسير الآيات الكريمة

أخبر الله عز وجل في هذه الآيات الكريمة عن أول جريمة قتل في تاريخ البشر، والتي كانت بين ابني آدم عليه السلام، إذ تمكن الشر من أحدهم فبغض أخاه ووقع في شباك الشيطان فقتل أخاه ظلمًا وبهتانا، وفي ما يلي تفسيرٌ تفصلي لأحداث قصة ابني آدم في سورة المائدة.

 

بداية العدوان بين ابني آدم

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27].

بدأت قصتهما بتقديم كل منهما قربان لله طاعة له فتقبل الله قربان أحدهما لأنه كان من أهل الصلاح والتقوى ولكنه لم يتقبل قربان الآخر، فتمكن منه الغضب والحقد لقبول الله قربان أخيه، وتملكه الشر فهدد أخاه بالقتل.

 

موقف الأخ المعتدى عليه من أخيه

{....قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [27] لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [28ٍ] إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 28-29]

عندما توعد الأخ أخاه بالقتل بادر الأخ المعتدى عليه بالسلم فأخبره أنه لو حاول وقتله لن يبادره بنفس التصرف لأنه يخاف الله تعالى رب العالمين.

أخبره أن الله تعالى يتقبل الأعمال من المتقين، وأخبره كم هي فظيعة جريمة القتل إثمًا وظلمًا، فلا يريد أن يقتله فيصبح من الهالكين في جهنم.

 

قتل الأخ المعتدي لأخيه

{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 30].

بعد أن حاول الأخ وإثارة الإيمان ومخافة الله في قلب أخاه المعتدي، أبى ذلك فقتل أخاه.

ووصفت الآية كيف أن نفسه الأمارة بالسوء سهلت له الإفك فلم يقاومها؛ فقتله فأصبح أول الخاسرين وأول من قام بجريمة في البشرية وأصبح مثالًا عبر القرون للإفك والعدوان.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سوف يحمل من إثم كل نفس تقتل ظلمًا فعن عبد الله بن مسعود أنه قال صلى الله عليه وسلم: (لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إلَّا كانَ علَى ابْنِ آدَمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لأنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ). متفق عليه باختلاف يسير. ومعنى (كفل): إثم.


 اطلع أيضًا على (شرح لفوائد حديث الرسول لا تغضب...)


درس الغراب

{فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31].

بعدما قتل الأخ أخاه احتار ماذا يفعل بجثته فلم يعلم ما الذي يجب عليه فعله، فأرسل الله تعالى غرابًا يحفر في الأرض ليريه ويعلمه كيف يستر جثة أخاه، ففهم ما الذي يرمي له الغراب، فدعا على نفسه بالهلاك، ولام نفسه على ضعفه فلم يعلم كيف يواري سوءة أخاه وعلمه الغراب، فستر جثة أخاه ودفنه وشعر بالندم.

 

موقفنا من هذه القصة

في قصة ابني آدم عبرة وعظة وتوضيح لمدى خطورة عدم تقوى الله ومخافته والقتل والعدوان بمظهره والذي هو من الإفساد في الأرض، قال تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: ٢٢].

وقد يتساءل البعض بعضًا من الأسئلة حول قصة ابني آدم مثل: ما أسماء ابني آدم؟ ما نوع القربان الذي قدماه لله؟ ما العلامة التي عرف بها تقبل الله قربان أحدهما وعدم تقبل قربان الآخر؟ لماذا لم يتقبل الله قربان الآخر؟ كيف قتل أخاه؟ هل دفن الغراب غرابا آخر في الأرض؟.... وغيرها الكثير من الأسئلة التي يتم التساؤل عنها حول قصة ابني آدم، ولكن على المسلم أن يتبع المنهج القرآني في القصص القرآنية، فيذكر التفاصيل التي ذكرها القرآن والتفاصيل التي راوها صلى الله عليه وسلم ويقف عندها دون إكثار، لأنه لو كان بالإكثار منها فائدة لذكرها جل وعلا، فالهدف من القصص القرآني هو العبرى والعظة من أحداث الأمم السابقة قال تعالى: {........فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ} [الأعراف: ١٧٦].

 

المصادر

1) كتاب التربية الإسلامية (المقرر الدراسي للصف الثاني عشر الدراسي بالمملكة الاردنية الهاشمية).

2) موضوع (تعريف سورة المائدة) من المصحف الإلكتروني.

3)  موقع الدرر السنية (للأحاديث). 

 

هذا والله أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات